وها هو يمر سريعًا أول أسابيع الشهر الكريم أعاده علينا الله بالخيرات وتعبر من خلاله حلقات المسلسلات المختلفة التي لم يسعفني الوقت لمتابعتها كلها نظرًا لضيق الوقت وكثرة الانشغالات الأخرى ولكني لا أخفي عنكم سرًا قرائي الأعزاء أنني مر عبر أنظاري بعض اللقطات من بعض المسلسلات المحببة لدى العائلة.

فهناك مسلسلات أعجبتني فهي الراحة العصبية من خلال رتمها الهادئ بعد انتهاء يوم طويل  وهناك بعضها التي رأيت من وجهة نظري عدم تناغمها وقدسية الشهر الكريم لما فيها من مشاهد وألفاظ لا يمكن أن تلقى على مسامع المشاهدين وخصوصًا أن بين هؤلاء المشاهدين أطفال مازالوا في عمر الزهور وفي بداية مراحل التنشئة الاجتماعية فكيف  تلك المسلسلات تكون جزء من تنشئتهم الاجتماعية وكيف يصبحوا شباب ينفعوا وطنهم وأنفسهم ..ناهيكم يا سادة عن المناطق التي تم تصوير تلك المسلسلات بها وهي مناطق عشوائية التي مازالت موجودة بين جنبات مصرنا الحبيبة والتي غابت عن عيون مسؤولينا الكبار وإلا ما بقيت على أرض مصرحتى الآن ولا تم التصوير فيها فيتم من وقت لآخر هدم تلك المناطق العشوائية وإعادة بناء مساكن حديثة لهؤلاء الغلابة المطحونين الذين أرادوا مخرجينا أن نرى كيف يعيشوا  هناك من يعتقد أن من يمتهن مهنة الرقص الشرقي من الأثرياء ويعيش حياة مرفهة ولكن هناك فئة من هؤلاء من الغلابة الذين يعيشوا تحت خط الفقر ولكن لماذا لا ينالوا قسط من الحياة الكريمة التي يوفرها المسؤولين لهؤلاء؟ لماذا تم التصوير في تلك المناطق العشوائية على حساب بعض المباني الجديدة التي تم تعويض سكان بعض المناطق العشوائية التي تم هدمها بها من أجل أن تنعم تلك الفئات بحياة كريمة أمنة.

أرى من وجهة نظري أن هذا لا يليق بسمعة مصر ومكانتها التي تحظى بها على مستوى العالم الذي يعرف أين مصر الآن منذ أن حبانا الله بقائد عظيم حمل على نفسه بناء قواعد المجد مع الجيش العظيم الذي إذا وعد أوفى في الحال..فهل يعقل أيها القراء بعد كل هذا أن يرى العالم ما نخفيه من أجل ألا تشوب سمعة مصر أمام العالم مكروه؟ هل يعقل أن يرى العالم الخارجي تلك العشوائيات القديمة مرة أخرى بعدما دخلنا في عصر البناء والتنمية من أجل مصر الجديدة ؟ لماذا لا يأخذ المخرجون والمنتجون كاميراتهم وينتقوا بعض من المناطق والمباني الجديدة التي أنشأت حديثًا ويتم التصوير فيها بدلًا من تلك العشوائيات؟ أعرف إجابة هؤلاء وحجتهم وأن كل هذا من أجل المصداقية ولكنها ليست حجة يا سادة ..فلابد أن نبرز للعالم قدرة عمال ومهندسي مصر على تحويل تلك المناظر التي يرثى لها لقطعة كبيرة من جنة الله على الأرض.

فتلك هي رسالتي التي أوجهها للمسؤولين عن الإنتاج الدرامي من خلال هذا المقال فأرجو منكم في الأعمال القادمة مراعاة تلك النقطة الهامة حتى يرى العالم قدرة المصريين وعظمتهم في المساعدة في استعادة مكانة مصر الطبيعية أمام العالم أجمع على كافة الأصعدة.