أعلنتْ المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية عن توصلها إلى تفاهم مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية على متابعة الآليات المتعلقة بالقضايا العالقة بين الطرفين، وذلك قبل جولة رابعة من المحادثات الإيرانية – الأميركية السبت المقبل.
وأجرى رئيس دائرة الضمانات في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ماسيمو أبارو، الاثنين، محادثات مع بهروز كمالوندي، نائب رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية والمتحدث باسمها، في طهران. وأفادت المنظمة الإيرانية في بيان على موقعها الرسمي بأن المناقشات تمحورت حول القضايا الفنية وموضوعات الضمانات، حيث اتفق الجانبان على مواصلة المفاوضات وتعميق التعاون في هذا المجال.
وأشار البيان إلى أن الزيارة تأتي في أعقاب التفاهمات التي تم التوصل إليها خلال زيارة رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الأخيرة، إلى طهران ولقاءاته مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، ورئيس منظمة الطاقة الذرية محمد إسلامي.
وأجرى عراقجي وغروسي مكالمةً هاتفيةً مساء الأحد. وذكرت وسائل الإعلام الإيرانية تقول إن عراقجي قد أطلع غروسي على آخر التطورات المتعلقة بالمفاوضات بين إيران والولايات المتحدة.
وجاء في البيان: «تم بحث الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، خصوصاً القضايا الفنية والضمانات. وبعد استعراض القضايا العالقة، بما في ذلك المسائل المتبقية في مجال الضمانات، اتفق الطرفان على آلية متابعة تلك القضايا، مع التأكيد على مواصلة الحوار وتنفيذ التفاهمات التي تم التوصل إليها».
ولم يصدر بعد تعليق من «الذرية الدولية» بشأن المباحثات في طهران. وينشر الطرفان عادة بياناً مشتركاً في حال التوصل إلى تفاهمات جديدة.
وتشير الوكالة التابعة للأمم المتحدة إلى أنها لم تحقق تقدماً مع إيران بشأن التفاهم الذي تم التوصل إليه في مارس (آذار) 2023 لحل القضايا العالقة، بما في ذلك استئناف إجراءات الشفافية التي علقتها طهران بعد انسحابها من البروتوكول الإضافي لمعاهدة حظر الانتشار النووي في فبراير (شباط) 2021، والسماح للوكالة بتركيب معدات مراقبة في المنشآت النووية.
وكان ماسيمو أبارو قد وصل إلى طهران مساء أمس على رأس وفد من الوكالة. وغادر وفد الوكالة طهران مساء اليوم متوجهاً إلى فيينا.
وأبلغ بقائي الصحافيين بأن فريقاً فنياً من الوكالة الدولية للطاقة الذرية وصل إلى البلاد لإجراء محادثات مع خبراء نوويين، وذلك في متابعة لزيارة قام بها مدير عام الوكالة التابعة للأمم المتحدة إلى طهران في وقت سابق من هذا الشهر.
وقال بقائي: «وصل الوفد إلى إيران وسيجري محادثات فنية مع خبراء إيرانيين اليوم، بما في ذلك بشأن الضمانات»، وأضاف: «من المهم بالنسبة لنا أن تؤدي الوكالة مهامها الفنية بعيداً عن الضغوط السياسية».
وفي أعقاب اختتام محادثات السبت، قال عراقجي إن خبراء من المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية قد ينضمون إلى الجولة المقبلة المتوقع عقدها يوم السبت المقبل.
ونشر «معهد العلوم والأمن الدولي»، وهو مركز أبحاث مقرّه في واشنطن، صوراً التقطت بواسطة أقمار اصطناعية، الأربعاء، قال إنها تظهر نفقاً عميقاً جديداً على مقربة من نفق قديم حول نطنز، إضافة إلى إجراءات أمنية جديدة.
والأربعاء الماضي، دعا غروسي، خلال زيارة واشنطن، إيران، إلى توضيح أسباب وجود أنفاق حول منشأة نطنز النووية، أظهرتها صور نشرها «معهد العلوم والأمن الدولي».
وقال إن إيران ترفض الالتزام القانوني الذي يتطلب من الدولة العضو إبلاغ الوكالة بأي نية لتشييد منشأة نووية حتى لو لم يتم إدخال المواد المشعة، وأضاف: «يقولون لنا هذا ليس من شأنكم»، وأضاف غروسي: «من الواضح أن ذلك مكان يشهد أنشطة عديدة ومهمة» تتعلق بالبرنامج النووي الإيراني. وأوضح قائلاً أن هناك حركةً سريعةً في الموقع وأن «الحفر مستمر، والبناء مستمر».
وأضاف غروسي: «لا تمتلك إيران أسلحة نووية. هذا الأمر بغاية الوضوح. لا يمكننا إرباك الناس. لقد أجرت إيران في الماضي أنشطة ذات صلة – قد تكون ذات صلة – في عملية تطوير أسلحة نووية».
وقال غروسي خلال زيارته لطهران في 17 أبريل (نيسان) إن وكالته يمكن أن تساعد في تحقيق نتيجة إيجابية في المفاوضات.
وفي وقت لاحق قال في مقابلة نشرتها صحيفة «لوموند» الفرنسية، إن إيران «ليست بعيدة» عن امتلاك قنبلة نووية.
وكان غروسي قد التقى المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف في روما على هامش الجولة الثانية المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران. وحينها قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن «الوكالة ستكون جزءاً من هذه العملية، وسيكون لها دور مهم»، مضيفاً أنه «لا يزال مبكراً حضور الوكالة الدولية للطاقة الذرية في هذه المفاوضات، لأننا لم نصل بعد إلى مرحلة تتطلب ذلك».
وانسحب ترمب في 2018 من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران وقوى عالمية كبرى، مما دفع إيران لاحقاً إلى تجاوز حدود تخصيب اليورانيوم المنصوص عليها في الاتفاق والتضييق على إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وتخصب إيران حالياً اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60 في المائة، وهو أعلى بكثير من حد 3.67 في المائة المنصوص عليه في الاتفاق، لكنه لا يزال أقل من عتبة 90 في المائة المطلوبة للاستخدام العسكري.
وفي فبراير (شباط) أصدرت الوكالة تقريراً وصفت فيه الوضع الحالي بأنه «مثير للقلق البالغ»، إذ تخصب طهران اليورانيوم إلى درجة نقاء تصل إلى 60 في المائة، وهي نسبة قريبة من الدرجة اللازمة لصنع الأسلحة. ودأبت طهران على نفي سعيها لامتلاك أسلحة نووية.